الرئيسة \  مواقف  \  موقفنا : محور المكاومة والمعايعة .. الأولوية ليست لتحرير القدس ولا الجولان !!!!

موقفنا : محور المكاومة والمعايعة .. الأولوية ليست لتحرير القدس ولا الجولان !!!!

19.11.2018
زهير سالم




استنفر الولي الفقيه بخيله ورجله ، وزج في سورية أكثر من مائة ألف حامل لراية الثأر للحسين . رقص جنود الولي الفقيه وتابعه نصر الشيطان طربا يوم انتصروا كما عبر لسان التنين : في حلب انتصر المسلمون على الكفار ..!!
ومع انطلاقة الثورة السورية بل ثورات الربيع العربي ؛ تحول تحالف الشر في محور ما يسمى " المكاومة والمعايعة " من محور قوال إلى محور فعال . فبعد أربعين عاما من النداء الفارغ المكرور " الموت لأمريكا والموت لإسرائيل " تحول هذا الشعار في لحظات إلى خطة وبرنامج ومنهج " الموت للسوريين الكفار والتكفيريين " ودارت الحرب وكان مسعرها وممولها من علمنا وكان في مقدمتهم الروس والأمريكيون ومن يليهم ويليهم .
لم يكن تحرير فلسطين ولا القدس ولا الأقصى ولا الجولان ولا غزة في أي لحظة أولوية ولا مطلبا حقيقيا عند قوى المكاومة التي ما تزال تعاعي كراعي معزى لا يعرف أين يكون مثواه ..
سبع سنوات والميليشيات الإيرانية الطائفية ومن بين يديها بل من خلفها الميليشيات الأسدية المجرمة تسرح وتمرح بكل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا على أديم الأرض السورية من الشمال إلى الجنوب لتحرير سورية من سكانها ، ومن إنسانها ، ومن كل مساحة للحرية احتفظ بها لأنفسهم بنوها ..ولكن أحدا من ميليشيات المقاومة اللعينة التي تفطر على اسم فلسطين وتتغدى على اسم القدس وتتعشى على اسم الأقصى لم يخطر بباله أن يتقدم خطوة تجاه فلسطين أو القدس أو الأقصى ..ولا حتى باتجاه الجولان " السوري " الذي ما زال حسب القرارات الدولية للجمعية العامة للأمم المتحدة أرضا سورية . وما زال جزء من الجغرافيا والديمغرافيا فتحرير الجولان المباع من شاريه المغتصب ليس واردا في الحقيقة عند هؤلاء ..
منذ يومين فقط ، الجمعة / 9 / 11 / 2018 رفضت الولاية المتحدة وبعد احتلال صهيوني للجولان دام أكثر من نصف قرن ، أن تعترف بأن الجولان أرض سورية . تمهيدا لإلحاقها بالكيان الصهيوني على طريقة القدس وباقي غولاغ المستوطنات التي ما تزل تنهش جسد الأرض الفلسطينية .
الموقف الأمريكي الجديد لم يأت فجأة ولا مصادفة وإنما سبق لنتنياهو وصديقه ليبرمان أن وضعه على مائدة الصديق الصهيوني ترامب كمطلب أولي منذ أشهر معدودات .
مندوبة الولايات المتحدة عللت رفض بلادها الاعتراف بسورية الجولان أن نظام بشار الأسد ، الوكيل الذي ما زالوا يدعمونه لا يؤتمن بسجله الأسود لا على الجولان ولا على شعبها ؛ بالطبع ولكنه يؤتمن بكل سرور أمريكي على أبناء حوران والغوطة وحمص وحماة وحلب ..
من طرفه قبيح السيرة بشار الجعفري أنكر على الصهاينة الذين لم يدفعوا طوال نصف قرن ولا حتى فاتورة المياه التي يسرقونها من الجولان بفعل مقاوم رشيد بقوله : إنه في عصر الصواريخ الباليستية انتفت القيمة الاستراتيجية للجولان التي كان يتذرع بها العدو حسب كلام بشار الجعفري، الذي كان فيما يبدو مع سيده البياع الأول يتفهم ذرائع ذلك الاحتلال ..
تحرير فلسطين والقدس والأقصى والجولان ليس أولا ولا عاشرا في برنامج هؤلاء الكذابين الذين يسمون أنفسهم محور " المقاومة والممانعة " والمتمثلين في مثلث الشر الصفوي الأسدي - الحزبللاوي ... وهذه حقائق بينة ناصعة قاطعة جلية لا يجادل فيها عاقل ناصح ولا مسلم صادق وإنما يماري فيها الذين لا يعلمون ..
وإننا أبناء هذه الأرض المباركة لنعلن بكل وضوح وجلاء إدانتنا المستمرة لكل السياسات الدولية والأمريكية المتواطئة مع المشروعين المتعانقين الصهيوني - الصفوي ، ولاسيما ما خص منذ أشهر قدسنا المبارك وفيما يخص اليوم جولاننا الحبيب .
إن القرار الأمريكي ليس خطوة في فراغ . وهو يمثل اعتداء صارخا على القانون الدولي وعلى حقائق الجغرافيا والديمغرافيا وهو لا يقابل بالبلادة والغباوة واللامبالاة التي استقبله بها محور المكاومة والمعايعة والتي يسميه بعضهم إفكا وزورا وبهتانا محور المقاومة والممانعة . قال : وكان متكئا فجلس فقال : ألا وقول الزور وشهادة الزور ..ألا وقول الزور وشهادة الزور ..فما زال يرددها حتى قلنا ليته سكت . قال شراح الحديث : ليته سكت إشفاقا عليه لانفعاله صلى الله عليه وسلم ..
- نرفض وندين ونستنكر القرار الأمريكي في الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي صوت في سابقة هي الأولى من نوعها منذ نصف قرن ضد اعتبار الجولان السوري أرضا سورية محتلة يحتلها الكيان الصهيوني الغاصب ..ونعتبر هذا القرار خطوة على طريق التأسيس لإسرائيل الكبرى على حساب دول الجوار ، وخطوة على طريق تقسيم الدولة السورية قسيم أمريكي في الشمال الشرقي وقسيم صهيوني في الجنوب .
- نرفض وندين ونستنكر الموقف الأسدي وموقف من يسمون أنفسهم ، ويسميهم بعض السذج من بني قومنا محور المقاومة والممانعة ،المحتلين لسورية بالرعاية ؛ الصهيونية - الروسية - الأمريكية من القرار الأمريكي ، كما نرفض ونستنكر تشاغل قوى الشر هذه مجتمعة في تقتيل السوريين وتهجيرهم وتدمير بلادهم عن القيام بما تقتضيه أبسط البدائه في الدفاع عن الأرض ضد المحتل الغاصب الممتد طولا وعرضا وعمقا في الجغرافيا والثقافة على السواء ..
- وستبقى الجولان بترابه ومائه وهوائه وإنسانه أرضا عربية سورية . وستتحرر كل الأرض السورية من رجس كل المحتلين والغزاة والطغاة والمتآمرين ..
وستزهر في سورية الكلمة الطيبة شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء وثمارها عدل وحرية وكرامة إنسانية.
 
لندن : 11/ ربيع الأول - 1440
19 / 11 / 2018
___________
*مدير مركز الشرق العربي